توجيهات شرعية لأصحاب الحراسات الليلية
كتبها فضيلة الشيخ
علي بن سالم بن يعقوب باوزير حفظه الله
الأول: ( الدفاع عن الدين والدم والعرض والمال أمر مشروع ) فإن من قتل وهو يدافع عن دينه أو دمه أو أهله أو ماله فهو عند الله من الشهداء ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ، ومن قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ) رواه أبو داود والترمذي والنسائي [ صحيح أبي داود ] ، ( عينان لا تمسهما النار أبدا : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ) رواه الترمذي [ صحيح الجامع ] .
الثاني: ( الحراسة لله ) حراسة ما ذكر والدفاع عنه من أجلّ القربات ، وأسمى الطاعات ، فلابد من الإخلاص والاحتساب ، فينوي بذلك التقرب إلى الله تعالى ، والرغبة فيما عنده من الأجر والثواب ، والحذر من أن يكون الحامل على ذلك الرياء والسمعة أو العجب والشجاعة فعن أبي موسى قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء فأيّ ذلك في سبيل الله ؟ قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) ، وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت . قال : كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يقال : جريء ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ... ) الحديث رواه مسلم .
الثالث: ( احفظ الله يحفظك ) ( يا غلام احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
الرابع: ( طلب العون من الله ) ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ، ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) ، ( وإذا استعنت فاستعن بالله ) ، ( كان النبي إذا حزبه أمر صلى ) .
إذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأكثر ما يجني عليه اجتهاده
الخامس: ( التحصن بالأذكار الشرعية ) ومن أهمها ذكر الخروج من المنزل ، وأذكار الصباح والمساء ، وقد كتبنا في ذلك مطوية مختصرة باسم ( الورد اللطيف ) .
السادس: ( التعاون على الخير ) ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ، ( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ) ، ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) ، ( مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
السابع: ( استغلال وقت الحراسة ) ينبغي للحراس أن يكثروا من ذكر الله تعالى : كقراءة أو مراجعة بعض القرآن ،وكتسبيح وتحميد وتهليل وتكبير ، واستغفار ، وحوقلة ، وحسبلة ، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقراءة في شيء من الكتب ومنها السيرة النبوية ، قصص الأنبياء ، سيرة الصحابة ، ومن ذلك صلاة ما تيسر من الليل ، دعاء آخر الليل .
الثامن: ( لا بأس بالترويح عن النفس ) وذلك بالسمر مع بعض بالكلام المباح وشرب الشاي أو القهوة ونحو ذلك ، أو نوم بعضهم مع يقظة الآخرين في حال الأمن ، أما عند الخطر فالكل منتبه .
التاسع: ( التواصل مع بقية الدوريات وبعض الجهات ) لاسيما الدوريات الموجودة على مداخل الغيل ، فيما لو رأوا سيارة ونحوها متجهة إليهم ، وكالكهرباء عند انقطاعها ، أو حصول التماس ، وكالمياه عند حصول تسرب أو انقطاع ، وكتلفون الطوارئ أو سيارة مغسلة الرحمة عند دعاء الحاجة ، فتكون هواتفهم جاهزة .
العاشر: ( التحذير الشديد من سفك الدماء بغير حق ) ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) ، ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) .
الحادي عشر: ( التحذير من ترويع المسلمين وأذيتهم ) ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) ، وعن ابن أبي ليلى قال : حدثنا أصحاب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم ، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ) . رواه أبو داود [ صحيح الترغيب ] .
الثاني عشر: ( التحذير من التساهل أو المزح بالسلاح ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده ، فيقع في حفرة من النار ) رواه البخاري ومسلم . وعنه رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي ، وإن كان أخاه لأبيه وأمه ) رواه البخاري ومسلم ..[center]
